الرسم على السراميك او البورسلان

يفرق بعض المشتغلين في الفنون التشكيلية بين الرسم على السيراميك، والرسم على البورسلان من حيث التقنية المستخدمة، خلاف بعض الاتجاهات والأساليب، فعلى سبيل المثال، منهم من ينظر الى أن مستوى الرسم على السيراميك والخزف أقل دقة من الرسم على البورسلان، حيث يستخدم الرسم على السيراميك أدوات تتميز بالبساطة، ويكون الشكل نافرا، والدقة واهية، خلافا لما تكون عليه الحال في الرسم على البورسلان والذي يتطلب غزارة في الإبداع الفني، ودقة متناهية في الرسم والتلوين.

من بين أصحاب وجهة النظر هذه، من يرى أنه يكفي لرسم وردة – مثلا – على قطع السيراميك أن نضع ضربات عدة من الفرشاة.

ولرسم الأوراق تكفي بضع لمسات بسيطة، وقد تلعب المصادفة دورا مهما في تجميل القطعة، ففي معامل السيراميك قد يتم الرسم على قطعة خام قبل إدخالها القرن، ويجري تحضير أوكسيد التلوين بتذويبه في الماء ويزين الصلصال الملون بألوان متناسقة مع اللون الأصلي•• وبالإمكان استخدام طرق الرسم على البورسلان في أنواع الخزف الناتجة عن الصلصال الرملي.

في كل الأحوال يصعب أن نسلم كليا بهذا الرأي، ونأخذه هكذا على علاته، رغم ما يتضمنه من جوانب دقيقة وصحيحة، غير أن الرسم على السيراميك اليوم، لم يعد أقل دقة – من الناحية الإبداعية والمهنية – من الرسم على البورسلان، حتى إن كانت الأدوات المستخدمة في الرسم على السيراميك تنحو نحو البساطة، فلا يعني ذلك أن الرسم على السيراميك والخزف أقل دقة من نظيره•• وإذا كان الأمر كذلك، فإنه سرعان ما يفقد خاصية الإبداع والتميز وبالتالي، فإنني أؤكد على أن الخاصية الإبداعية في الرسم لها مقوماتها ومتطلباتها الخاصة التي تدفع الفنان الى مزيد من الدقة التقنية المتناهية، والحرفية العالية في عملية الخلق، والابتكار، والتعبير، والتصوير.

حتى لا تأخذ الأمور جانبا سطحيا، أو هامشيا، وبالتالي يفقد الرسم على السيراميك مهاراته التقليدية، ومهاراته الابتكارية، وحرفيته الدلالية العالية، كون الإبداع في نهاية الأمر يصعب مقاربته بغير الإبداع ذاته، وبغير الإنجاز الذي يعكس الإبداع ومستواه.

وهذه نماذج اتمنى تعجبكم الرسم على السيراميك