هل قرأ سمو الأمير منهج التربية الوطنية؟
بودي أن يكون العنوان بعاليه رسالة إلى سمو الأمير الوزير فيصل بن عبدالله آل سعود، وزير التربية والتعليم كي يقف سموه على حالة اختطاف معلنة لمادة ومنهج. هل قرأ سموه مقرر التربية الوطنية للصف الرابع الابتدائي (أول سلاسل المنهج) ليعرف سموه بالضبط أن مفهوم التربية الوطنية مجرد كلمتين على الغلاف دون أن يكون في كل أوراق المنهج ما يمكن وصفه بعلاقة بين وطن أو وطنية. سيقرأ سموه أن المنهج من الغلاف إلى الغلاف مجرد أبواب عن النظافة والمنزل والطعام، ويكفي فهرس الكتاب أمام سمو الوزير ليعرف سموه بالضبط كيف يبدأ أطفالنا في هذا الوطن مفهوم التربية الوطنية؟ لنعرف جميعاً إجابة السؤال الضخم: لماذا تم تغييب مفهوم الوطنية وكيف يصادر ذات المنهج أي قيمة لمفهوم الوطنية؟ التربية الوطنية، وخصوصاً في أول الدروس وبداية المقرر، ليست في النظافة والطابور وأنواع الطعام، ولا في الرفق بالإنسان والحيوان، ولا في تركيب الأسرة وعلاقات الفرد بمن حوله.
التربية الوطنية التي يجب أن تتعلمها أجيال الوطن القادمة هي مسيرة الأمن بعد الخوف، هي حدود الوطن، هي قصة الإمام المؤسس، هي أسماء أربعين رجلاً بدؤوا قبل قرن مضى أعظم قصة توحيد لأعراق وقبائل وشعوب، هي أسماء المعارك الكبرى التي ضحى فيها الآباء المؤسسون بالأرواح والدماء كي نصل إلى ما وصلنا إليه، التربية الوطنية هي ميلاد سعود ومأساة وفاة فيصل ونبل خالد الخير وكاريزما فهد وبشائر عبدالله لذات الجيل الذي يدرس هذا المنهج، التربية الوطنية هي قياس المسافة ما بين نجران حتى حالة عمار وما بين القطيف إلى ينبع. التربية الوطنية هي ميزة هذا البلد منهجاً وشريعة ومجتمعاً والتربية الوطنية هي قصة عمارة الحرمين الشريفين التي أضافت لها هذه الدولة السعودية عشرات الأضعاف من المساحة وعشرات المليارات من البناء والمال.
التربية الوطنية التي يجب أن تتعلمها أجيال المستقبل ليست بأكثر من ميزة العلم السعودي الذي يحمل راية التوحيد وتبديد الوهم حول احترامه حين يقول البعض إننا نعظمه من أجل الالتفاف على الفارق بين الاحترام والتعظيم. التربية الوطنية هي أسماء المدن والمناطق والقلب والأطراف، والتربية الوطنية لا تحتاج إلى امتحان فصلي ولا نهائي ولا لحفظ ولا تلقين حتى لا تكون المادة تنفيراً من حب الوطن والمواطنة. سمو الأمير الوزير: محتوى المنهج الحالي تحصيل بدهي من الممكن جداً جداً أن نكله للعاملة المنزلية كي تعطي صغير أسرتي – محمد – درساً في النظافة