[gdwl]
التثقيف الصحي ( Health Education ) : هو عملية إعلامية هدفها حثُّ الناس على تبنّي نمط حياة وممارسات صحية سليمة(1) ، من أجل رفع المستوى الصحي للمجتمع ، والحدّ من انتشار الأمراض ، والتثقيف الصحي يحقق هذا الهدف بنشر المفاهيم الصحية السليمة في المجتمع ، وتعريف الناس بأخطار الأمراض ، وإرشادهم إلى وسائل الوقاية منها ، ويُستعان على ذلك بوسائل مختلفة ، مثل : اللقاءات المفتوحة مع الناس ، والمحاضرات والندوات ، وعرض الأفلام التلفزيونية والسينمائية ، وتوزيع النشرات الصحية والكتيبات والصحف والمجلات وغيرها من وسائل الإعلام .
[/gdwl]أحكام التثقيف الصحي
1ـ لقد اهتم الإسلام اهتماماً خاصاً بالتثقيف الصحي ، ويمكن القول إن جميع ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهَّرة حول الصحة يندرج في إطار التثقيف الصحي ، وهو يشكل أساساً قوياً للطبيب المسلم يعينه في أنشطة التثقيف الصحي ، وقد أوردنا في هذه الموسوعة الكثير من الآيات والأحاديث والتوجيهات التي تساعد في التثقيف الصحي على أساس شرعي متين ، وغنيٌّ عن البيان أنَّ التثقيف الصحي يكون أجدى وأكثر وقعاً في نفوس الناس عندما نستعين فيه ببعض التوجيهات الدينية ، فالناس أكثر تقبُّلاً للإرشادات الصحية عندما يعلمون أنها جزء من تعاليم دينهم .
2ـ يدخل في إطار التثقيف الصحي : تعريف الناس بالعادات الحسنة ، وآداب المأكل والمشرب والملبس والطهارة والأغسال المفروضة والمسنونة ، وما يتعلق بصحة البيئة ، كما يدخل في التثقيف الصحي تحذير الناس من أضرار الممارسات المحرمة كالتدخين ، والزنى ، واللواط ، وشرب الخمر والمخدِّرات ، وغير ذلك مما له علاقة بصحة الفرد والمجتمع ، وقد فصلنا الحديث في هذه الأمور في مواضعها من هذه الموسوعة ، ويمكن الاستفادة مما أوردناه في أنشطة التثقيف الصحي .
3ـ التثقيف الصحي واجب على الطبيب ، وعلى بقية العاملين في حقول الصحة ، وعلى كل من لديه علم أو دراية بالصحة ، لدخوله في عموم قول النبي صلى الله علية وسلم: ( مَنْ كَتَمَ علماً يعلمُه جـاءَ يومَ القيامةِ مُلجماً بلجامٍ من نـار )(2) ، ويدخل التثقيف الصحي في إطار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو من أشرف المهام ، ومن يقوم به من طبيب أو ممرض أو غيره مأجورٌ عليه إذا نوى فيه نيَّةً صالحة ، لما فيه من نفع للمريض ودرء لخطر المرض عن المجتمع بإذن الله تعالى ،كما أن التثقيف الصحي يندرج تحت قول النبي صلى الله علية وسلم : ( الدِّينُ النَّصيحَةُ ، قلنا : لِمَنْ ؟ قالَ : للهِ ، ولكتابِهِ ، ولرسولِهِ ، ولأَئِمَّةِ المسلمينَ وعامَّتِهم )(3) ، فيجب على الطبيب ومن في حكمه أن يكون ناصحاً لمرضاه بتثقيفهم وتحذيرهم مما يضرُّهم ، ولا يبخل عليهم بعلمه ويعطي كل مريض ما يناسب حالته من معارف تعينه على مواجهة المرض .
4 ـ التثقيف الصحي عمل سهل ، لا يحتاج سوى بضع كلمات تُوجَّه للمريض أثناء الكشف عليه ، أو عند كتابة الوصفة له ، أو عند أخذ عينة منه ، أو عند صرف الدواء له ، وهذا يعني مشاركة جميع العاملين الصحيين بأنشطة التثقيف الصحي ، كلٌّ في مجال عمله .
5 ـ ويجدر بمن يقوم بمهمة التثقيف الصحي أن يختار الأسلوب الملائم لنشر الوعي الصحي بين الناس وأن يكون أسلوبه سهلاً قريباً إلى أفهامهم لكي تحقق الرسالة الصحية هدفها ، وفي هذا ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قوله : ( ما أنتَ بِمُحَدِّثٍ قوماً حديثـاً لا تبلغُهُ عقولُهم إلا كانَ لبعضهم فتنةً )(4) ، وجاء في بعض الآثار أيضاً : ( خاطبوا الناسَ على قَدْرِ عُقولِهم )
6 ـ ولعلَّ من أوجب واجبات الطبيب وبقية العاملين في حقول الصحة تثقيف الناس ضدَّ الدجل الطبي الذي يمارسـه بعض الدجالين والمشعوذين ( Quacks ) الذين يستغلون جهل الناس فيستخدمون أساليب ومعالجات لا تستند إلى أساس علمي ( انظر : طب ) وقد نبَّه النبيُّ e إلى خطورة هذه الممارسات ، وحذَّر من أن يمارس الطبَّ مَنْ لا يعرف أصول التطبيب ، فقال : ( مَنْ تَطَبَّبَ ولم يُعلَمْ منهُ طِبٌّ قبلَ ذلك فهو ضامنٌ )(5)
7 ـ يحسن بالمؤسسات الصحية المختلفة ، كالمستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية والعيادات وضع ملصقات ( Posters ) للتوعية الصحية في أماكن مناسبة ، وتوزيع نشرات أو كتيبات على المرضى ، تبين فيها وسائل الوقاية ، وتُعَرِّف المرضى بالأحكام الشرعية التي تتعلق بأحوالهم المرضيـة ، والحالات التي تجوز فيها الرخصة ، وكيفية أداء العبادات ، وغير ذلك من الأحكام التي يحتاجها المرضى .
كل الشكر والتقدير وجزاك الله كل خير