أوضاع المعلمين في المملكة العربيه السعوديه()

من الناحيه النفسيه فإن ما حدث في الآونه الاخيره هو أن المعلمين المتخرجين كانوا يتعينون على المستوى الخامس ويتقاضى الواحد منهم 6974 ريالا وعلاوة قدرها 440ريال. ولكن في ظل المزاعم الكاذبة، ولكي توفر سلبت حقوق المعلمين وصار التقشف في المصروفات على حساب المواطن وليس غيره، فأصبح المعلم يعيّن على المستوى الثاني براتب 4040 ريال وعلاوة قدرها 280 ريال، فانظر إلى الفرق الذي نجزم بأن أصحاب الكراسي يعتبرونه بسيطا عندهم، ولكنه قاتل للشاب المسكين في بداية حياته، فاين الحقوق يا من يدعون اعطائها؟

وآخر التردي هو حين أصبح المعلم يعين على بند 105 وهو براتب مقطوع 4000 مع العلم انه لايحسب له خدمة ولا علاوة. ونظرا لما أحسوا به من تذمر وخوف اصحاب الكراسي من ثورة الشباب المحطّم صدر قرار ملكي (لاحظ أنه للإستهلاك فقط) يقضي بالغاء بند 105 وتعيين المعلمين على المستويات التي يستحقونها. وسميت تلك مكرمة ملكية، فهل اصبح اعطاء المعلمين حقوقهم مكرمة على فرض انها أعطيت؟ فلا حول ولا قوة إلا بالله والحمد لله على كل حال، ويا ليته حصل فقد كان قرارا لامتصاص الغضب وأعطي المعلمون المستوى الثاني مع أنهم يستحقون الخامس؟

والآن أرجوا حساب ما يلي: تعين العام الحالي 8000 معلم على المستوى الثاني بدلا من الخامس، واذا حسبنا كم يسرق من حق المعلم الواحد سنويا يتبين أن المعلم يخسر من حقه ظلما حوالي 24000 أربع وعشرين ألف ريال. فاذا ضربنا هذا الرقم بعدد المعلمين الذين على المستوى الثاني فيا لهول ما يسرق من حقوق المعلمين جملة؟ فاين الحقوق؟

ألا تخافون الله؟ لو كان البلد في حاجة حقيقية وهذا التقشف يذهب لمصلحة البلد ويصرف في حقه والله ما كان عندنا مشكلة ولا تذمر، لكن أن نعلم أننا نحرم من حقوقنا فلا وألف لا. يجب أن تعلموا ي أن المعلمين ثائرون بشكل لايتصوره عقل، لأن الواحد منهم لا يكاد يسد رمقه الشخصي وحاجته اليومية فكيف يستعد لتبعات الحياة المستقبلية الكبيرة؟ إذا أراد الواحد منا الإقدام على الزواج مثلا وهو نصف الدين لايستطيع، لانه ينظر لهذا الراتب وهذا الوضع فكيف يقوم بحاجة زوجة وأسرة وبيت؟ قارن ذلك بما نسمعه من اصحاب الكراسي مما يستلمونه من هدايا لتحسين الوضع، فهل نسوا أن الله سيسأل الراعي عن رعيته؟ أما من حولهم من المنافقين الذين تشترى ألسنتهم وأقلامهم بالمال فهل نسوا واجب النصح وأمانة الكلمة وخطورة النفاق والكذب والتضليل؟ فقبل أن تضيع حقوق المعلمين فكروا من هو الضحيه، إنهم أبناء الغد وإذا عرف الجيل القادم من هو السبب في تضييعه فلا نظنهم يصفحوا عنه.

والله العضيم إذا استمر الوضع هكذا لن يتحقق شيء من المستقبل الذي يطمح له كل شاب، فكيف بالله عليكم تريدون أمثالنا أن يتحملو ويصبروا وهم بمثل هذه المعاناة مقابل ما يرونه من نهب لأموالهم على يد من يتلاعبون بها وينثرونها في الهواء أمام أعينهم؟

لكن مهلا، نحن على الأقل لدينا وظيفة تسد الرمق فكيف بمن كد ودرس واجتهد ثم فوجئ بواقع الحياة: لا وظيفة؟ في احد المرات قابل احدنا زميلا له وهو من أسره طيبه وإنسان مستقيم محافظ على الصلاه وسأله عن وضعه بعد الجامعه، ردّ عليه المسكين بكل ألم، وننقل لكم العبارة بالعامية: "وش تتوقع الرد؟ شغال في( شركة دجو)". ولما سأله عن قصده بذلك، قال: "ما غير لف في الشوارع كل ما رحنا مكان قالوا ماعندنا شي". سأله كيف إذن توفر مصروفك؟ قال والعبره تقطع حلقه والقهر يعصره والدمعة محبوسة في عينه: "أبيع………". لا حول ولا قوة إلا بالله، نعم يبيع مخدرات.

باختصار من هو السبب؟ من هو المسؤول؟ ومن الذي يتحمل ذمته؟ هل هناك شك إنهم اصحاب الكراسي فاين الحقوق؟ فكم من معلم يدعو الله وكم من أب يدعو الله وكم من أم تدعو الله وكم من اسره تبني املها على هذا الشاب تنتظر اللحظة التي تفرح بأن يكون باب رزق لها، وإذا به يتحول إلى حزن ومأتم بدلا من أن يكون فرحا وسرورا لهذه العائلة والوالد والوالدة.