قضية المعلمين من أغرب القضايا التي شهدتها المملكة على مدى تاريخها الطويل وهي من القضايا التي يحار المرء في تفسيرها أو فهم مداخلها وحيثياتها وهي تجمع كل الأضداد في آن واحد.
فهناك أربعة قرارات ملكية لم تستطع حل هذه القضية، فرأي المعارضين لحقوق هذه الفئة يتناقض مع المؤيدين لها بدرجة تدعو إلى الضحك أحيانا والبكاء أحيانا أخرى، وتكاد تشعر بأن الفريقين يعيشان في بلدين مختلفين.
ولكن والحق يقال بأن وزارة التربية والتعليم استطاعت وبكل جدارة أن تكمم جميع أفواه المطالبين بحقوقهم وطورت من جهازها الإعلامي بحيث استطاع أن يبث ما يريد ويغير في حقائق وقرارات كانت ثابتة.
حتى هذا الصرح الكبير "منتديات معلمي ومعلمات المملكة" فقد بريقه وهدفه الذي أنشئ من أجله وهو المطالبة بالحقوق فغياب اللجنة الإعلامية التي حاربت كثيرا ونجحت في بدايتها وبكل جدارة، اختفت فجأة ودون سابق إنذار مع أن وجودها فقط كان عاملا حافزا للمعلمين والمعلمات يشعرهم بالأمل وعدم ضياع الحق لوجود مثل هؤلاء الأشخاص بينهم.
وبالرغم من هذا التناقض الصارخ في الآراء والأفكار وبرغم الاختلاف الذي لا يبدو أن له حل في الأمد القريب حول موضوع الفروقات والدرجة المستحقة وحق المعلم الضائع إلا أن جميع الأطراف وحسب اعتقادي يؤمنون ويتفقون على ضرورة حل هذه القضية. "وليت المسؤلين لم يؤولوا قرار راعي هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك الإنسان عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه عندما أمر بحل القضية من جميع الجوانب فالأمر واضح وصريح ولا يحتاج لمفسرين ولكن ماذا نقول."
وفي النهاية أود أن أقول إن ما تقوم به وزارة التربية والتعليم من حلول ترقيعية فإنها كالسراب يحسبه الظمآن ماء وهي أشبه ما يكون بالقربة الصغيرة التي يراد منها أن تروي الآلاف من العطاشى المصطفين للارتواء فلا هي روتهم ولا هي تركتهم يبحثون عن وسيلة أخرى للارتواء. وها هم معلمو ومعلمات الأجيال ينتظرون ويمنون النفس علهم يرون خبرا يزيح عن كاهلهم ما عانوه خلال السنوات الماضية من ظلم وإجحاف بحقهم.
إن حل هذه القضية الفعلي لن يكون إلا بحل جذري وصريح ومعلن وفق آلية واضحة ووفق جدول زمني محدد يتم من خلاله إعطاء من لهم الحق حقوقهم بصورة فورية لأنه حق يعاد لأصحابه وليس منحة أو مكرمة كما يريد البعض تصويره.
ولكن الحمد لله الذي بيده الامر من قبل ومن بعد
اللهم عليك بهم فانهم لا يعجزونك
اللهم عليك بهم فانهم لا يعجزونك
اللهم عليك بهم فانهم لا يعجزونك
حسبنا الله ونعم الوكيل
–المعلم شخصٌ مُحتسب في عمله ومن صفاته الصبر , وهذا ما فسره المسؤولون على أن المعلم شخصٌ يفترض به أن يعمل بدون مقابل وأن يرضى بما يأتيه ولا يفسد رسالته السامية بالمطالبات .. منطق أعوج ولكنه موجود.
–المعلم يحمل رسالةً سامية وعمله قائم في أساسه على التضحية بوقته وجهده من أجل العلم , وهذه يفسرها الكثيرون على أن المعلم ليس صاحب مؤهل وظيفي وليس موظفاً مثل باقي الموظفين وإنما شخصٌ يحمل رسالة وجدانية عاطفية لا أكثر ولن أبالغ إن قلتُ لك أن المسؤولين يرون التعليم مهنةَ من لا مهنة له .. تماماً كما يفكر الرعاع والجهلة.
–هناك فكر سائد في أذهان الأغلبية يقوم على أن المعلم في الحقيقة لا يعمل , وجل وقته ضائع بين الإجازات و التسيب والراحة والدعة , وهذا إدعاء باطل لكنني أجزم أنه سبب تقليص رواتب المعلمين وسببٌ آخر لإهمال مطالباتهم بحقوقهم.
المشكلة كبيرة جداً , والخلل فادح .. وإذا كان هذا تفكير المسؤولين فكيف سيكون تفكير عوام المجتمع ؟