يؤكد العلماء بناء على دراسة أجريت على 200 مراهق ومراهقة أن المشروبات الغازية يمكن أن تؤثر على سلوك الأطفال والبالغين أيضا، وأن المشروبات التي تحتوي على كميات من الكافيين تؤرق نوم الصغار وتجعلهم يشعرون بالتعب طوال النهار، وأن الأولاد أكثر عرضة لهذا التأثير لأنهم يستهلكون كميات أكبر من المشروبات الغازية بالمقارنة مع الفتيات·
وأظهرت دراسات أخرى أن الاستهلاك المقنن للمشروبات الغازية في المدارس البريطانية جعل البدانة تتراجع بين الطلاب، ما يعني أن المشروبات الغازية لها علاقة بالسمنة أيضا، فما بالك بأبنائنا الذين يتناولون المشروبات الغازية أكثر من تناولهم المياه يومياً وبشكل متكرر خلال اليوم الواحد؟!·
أرق وسرطان
الأرق ليس الضرر الوحيد لمثل هذه المشروبات، فها هي دراسة أميركية تشير إلى أن المشروبات الغازية قد ترفع نسبة الإصابة بسرطان المريء وهو مرض قاتل في العادة، ثم تأتي دراسات أخرى عديدة قدمت في إطار ندوة عالمية عن سرطان الجهاز الهضمي لتؤكد ما ذهبت إليه تلك الدراسة وتحذر من مخاطر المشروبات الغازية، وتتساءل حول ما إذا كان ينبغي السماح ببيع هذه المشروبات في المدارس، بل وتقترح أن يتم إجبار الشركات المصنعة على تقليص مستويات الكافيين في المشروبات أو التوقف عن توجيه منتجاتهم للأطفال على الأقل، تفادياً للآثار الضارة التي تنجم عنها·
لكن مما تتكون المشروبات الغازية ولماذا هي ضارة؟
إن نظرة دقيقة على هذه المشروبات تكفي لإظهار أنها تحتوي على الماء والسكر والملونات والمعطرات والمحمضات الغذائية فضلا عن غاز الكربون، وهي مواد ليس لها أي قيمة غذائية تقريبا، فهي تخلو من الفيتامينات والبروتينات والأملاح المعدنية·
عادة سيئة
ولفهم كيفية حدوث الضرر الناجم عن المشروبات الغازية التي باتت عادة سيئة تنتشر لدى غالبية الأسر في الخليج والوطن العربي، قصدنا لطيفة راشد مسؤولة التغذية بأحد المستشفيات الحكومية في الدولة فقالت:
إن تناول المشروبات الغازية والسكرية لا ضرر منه إذا كان بكميات قليلة، لكن ضررها مؤكد في حال جرى تناولها باستمرار، ذلك أنها تتدخل بشكل جوهري في عملية التوازن الغذائي والوظيفي لأنسجة الجسم، إما لاحتوائها على منبه عصبي مثل القهوة والشاي ومنتجات الكولا، أو لاحتوائها على مواد محلاة (سكريات) مثل بقية المشروبات الغازية الأخرى، وإذا كان لا بد من شرب السوائل فإننا ننصح بالشرب بكثرة لما لها من أثر إيجابي على الصحة·
عليكم بالماء
وفي إحدى الدراسات التي استغرق إجراؤها ست سنوات، وطبقت على عينة من 20 ألف شخص، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يشربون أكثر من خمسة كؤوس من الماء يومياً، قل عندهم خطر التعرض لنوبة قلبية وعائية بشكل لافت، بالمقارنة مع الذين شربوا أقل من كأسين في اليوم·
ولأن زيادة تناول المشروبات الغازية تؤدي بالضرورة إلى تقليل كميات الماء التي نتناولها يومياً لاحتوائها على نسبة مياه كبيرة، فإن فرصة الإصابة بأمراض في الكبد أو الغدد أو القلب أو المعدة أو الأعصاب ستكون أكبر، فبينما يوفر الماء الصافي لدم الإنسان أفضل درجة لزوجة ممكنة، تتسبب المشروبات الغازية والسكرية بارتفاع درجة لزوجة الدم إلى مستويات عالية، مما يجعل الدم أقل سيلاناً وأكثر ركوداً وبالتالي يصبح الإنسان أكثر عرضة لتخثرات دموية وعائية قد تسبب أزمات قلبية ودماغية·
سوء هضم
وتنتشر بين المستهلكين قناعة مغلوطة مفادها أن المشروبات الغازية تساعد على الهضم، والحقيقة أن الغاز الموجود فيها وهو ثاني أكسيد الكربون يقوم بدفع الأغذية من المعدة بشكل قسري، بغض النظر عن الوقت اللازم لبقائها في المعدة ليتم هضمها والاستفادة منها بشكل طبيعي، والحال، أنها لا تساعد على الهضم بل تسيء إليه، أما إذا كانت تشرب مع الطعام فإنها تؤدي إلى تعطيل الوظائف الهضمية التي يقوم بها اللعاب الموجود في الفم، لأنها تساهم في دفعه من الفم سريعاً، فضلا عن أنها تعمل على تمدد العصارات المعدية مما يؤدي إلى عسر للهضم، وخصوصا لدى من يعتقدون أن بإمكانهم أن يستغنوا بها عن الماء·
وتأتي جميع أنواع الصودا إضافة إلى الشاي المثلج المعلب من بين قائمة المشروبات المؤذية لاسيما الباردة والمثلجة في الصيف، حيث تبين من الدراسات المخبرية أن هذه المعلبات سواء أكانت عادية أو مخصصة للحميات (الدايت) تسبب تآكل مينا الأسنان وتسوسها·
********
منقول حتى نجتهد في التعريف به في المدارس
كل الشكر والتقدير