أيهما أسهل تخصص الطب أم تخصص إدارة الأعمال؟ للدكتور ياسر بكار

أحب كثيرا التجول في المنتديات الطلابية لأفهم كيف ينظر الطلاب إلى العالم من حولهم، وكيف يتفاعلون معه. أحب ذلك لأنك في المنتديات لا تجد التصنع أو المبالغة الذي تجده في الحياة الواقعية فالناس هناك على حقيقتهم ويخبرونك بما يعتقدونه حقيقة لا ما يريدونك أن تعرفه عنهم. لقد جمعت عدداً من الملاحظات المهمة ومنها ملاحظة أود أن أتحدث عنها هنا:
عندما يسأل شخص: (أريد تخصصا سهلا) أو أيهم أسهل التخصص الفلاني أو التخصص الفلاني تأتيه النصائح والآراء من كل جانب. والواقع المثبت هو أنه لا يوجد تخصص سهل وتخصص صعب.. هناك تخصص يناسبك فهو (سهل) وتخصص لا يناسبك فهو (صعب). هذه هي القاعدة المتفق عليها لكن لا أرى ذلك واضحا لدى كثير من الطلاب.
خذ مثلا.. تخيل أنني وضعت هذا السؤال في أحد المنتديات: (أيهم أسهل تخصص إدارة الأعمال أم الطب؟) بدون شك سيأتيني (سيل) من الإجابات التي تؤكد أن تخصص إدارة الأعمال أسهل وأن المقارنة غير منطقية أبداً..!! هل هذا صحيح؟
أين المشكلة؟ إذا كنت تسأل عن سهولة دراسة التخصص والنجاح فيه في الجامعة فبالطبع تخصص الإدارة أسهل. ولكن إذا كنت تسأل عما بعد هذه السنوات الأربع.. أي عن الحياة الطويلة التي قد تمتد إلى خمسين سنة أو اكثر فتخصص الطب أسهل بكثير.. أقول هذا وأنا دارس لكلا التخصصين وأعرف جيداً ما أقول. فأن تصبح مدير مبيعات أو تسويق أو مدير عام ناجح ومميز فهذا أمر في غاية الصعوبة إلا لمن امتلك مهارات وقدرات معينة تقوده إلى هذا التميز. بينما لا يستهلك الأمر ذلك الجهد إذا أردت ان تصبح طبيباً ناجحاً.
أنا هنا لا اقلل من مقام أي من التخصصين لكن أثبت حقيقة مهمة وهي أن اتخاذ قرار اختيار التخصص الجامعي بناءً على ما يحدثك به طلاب الجامعة عن الدراسة الجامعية وصعوبتها أو سهولتها ليس صحيحاً، فالجامعة فترة مؤقتة، والفترة الأهم هي فترة بناء حياتك المهنية التي ستوفر لك الأمان المادي والقبول الإجتماعي ورضاك عن نفسك. شكرا لوقتكم.
كلااااام رااائع

فعلاً الأهم ما بعد الجامعة والتفكير في المستقبل

شكرا لمرورك الجميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.